موقع الموجة القبطية

هل تناول يهوذا من جسد المسيح ودمه ؟

الصخرة الأرثوذكسية

صورة فى موقع الموجة القبطية - العقيدة الأرثوذكسية _ شبهات وردود _هل تناول يهوذا من جسد المسيح ودمه - الأستاذ عصام نسيم

هل تناول يهوذا من جسد المسيح ودمه ؟

عصام نسيم

هل تناول يهوذا من جسد المسيح ودمه ؟


في هذا البحث البسيط نتناول
هل تناول يهوذا وهل اشترك في سر الافخارستيا ؟
هل اللقمة التي غمسها هي جس الرب ؟
ترتيب احداث العشاء الرباني حسب الاناجيل والطقس اليهودي .


يثار في كل عام وخصوصا في يوم خميس العهد هذا الموضوع خاصة ان هناك البعض يستشهد ببعض اقوال الاباء الذين قالوا بتناول يهوذا ومن اشهر هذه الاقول ما كان موجود في كتاب البصخة لعظة منسوبة للقديس يوحنا ذهبي الفم يقول فيها بتناول يهوذا وقد قام المجمع المقدس بحذف هذا الجزء حيث انه يتعارض مع قوانين الكنيسة وتقليد الرسل من عدم مناولة الخطاه .

وحتى نفهم وندرك حقيقة عدم تناول يهوذا يجب ان نرجع للاناجيل المقدسة وهي المرجع الاول والاساسي لاحداث تأسيس السيد المسيح لهذا السر .
وباختصار سنراجع هذه الاحداث ونرجع الي بعض تفاصيل الفصح اليهودي حتى نعرف هل تناول يهوذا ام لا !

اولا ما جاء في الاناجيل عن امر يهوذا وحضوره للعشاء الرباني :

اولا انجيل متى

جاءت اول اشارة عن يهوذا واكله للقمة في انجيل متى حيث جاء :

وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ قَالَ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ وَاحِدًا مِنْكُمْ يُسَلِّمُنِي». فَحَزِنُوا جِدًّا، وَابْتَدَأَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يَقُولُ لَهُ: «هَلْ أَنَا هُوَ يَا رَبُّ؟» فَأَجَابَ وَقَالَ: «الَّذِي يَغْمِسُ يَدَهُ مَعِي فِي الصَّحْفَةِ هُوَ يُسَلِّمُنِي مت 26 ثم يكمل القديس متى عن خيانة يهوذا ويقول : فَأَجَابَ يَهُوذَا مُسَلِّمُهُ وَقَالَ: «هَلْ أَنَا هُوَ يَا سَيِّدِي؟» قَالَ لَهُ: «أَنْتَ قُلْتَ».

ثم نلاحظ بعد ذلك ان السيد المسيح اكمل العشاء بتاسيس سر الافخارستيا ولم تأتي سيرة يهوذا مرة اخرى فيقول :

وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ أَخَذَ يَسُوعُ الْخُبْزَ، وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى التَّلاَمِيذَ وَقَالَ: «خُذُوا كُلُوا. هذَا هُوَ جَسَدِي». وَأَخَذَ الْكَأْسَ وَشَكَرَ وَأَعْطَاهُمْ قَائِلًا: «اشْرَبُوا مِنْهَا كُلُّكُمْ، لأَنَّ هذَا هُوَ دَمِي الَّذِي لِلْعَهْدِ الْجَدِيدِ الَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا. وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي مِنَ الآنَ لاَ أَشْرَبُ مِنْ نِتَاجِ الْكَرْمَةِ هذَا إِلَى ذلِكَ الْيَوْمِ حِينَمَا أَشْرَبُهُ مَعَكُمْ جَدِيدًا فِي مَلَكُوتِ أَبِي». ثُمَّ سَبَّحُوا وَخَرَجُوا إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ.
( اصحاح 26 اعداد 25-30 )

اما في انجيل مرقس فقد سرد القديس مرقس نفس الاحداث التي جاءت في انجيل متى في الاصحاح 14

(( و فيما هم متكئون ياكلون قال يسوع الحق اقول لكم ان واحدا منكم يسلمني الاكل معي فابتداوا يحزنون و يقولون له واحدا فواحدا هل انا و اخر هل انا فاجاب و قال لهم هو واحد من الاثني عشر الذي يغمس معي في الصحفة ان ابن الانسان ماض كما هو مكتوب عنه و لكن ويل لذلك الرجل الذي به يسلم ابن الانسان كان خيرا لذلك الرجل لو لم يولد و فيما هم ياكلون اخذ يسوع خبزا و بارك و كسر و اعطاهم و قال خذوا كلوا هذا هو جسدي ثم اخذ الكاس و شكر و اعطاهم فشربوا منها كلهم و قال لهم هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من اجل كثيرين الحق اقول لكم اني لا اشرب بعد من نتاج الكرمة الى ذلك اليوم حينما اشربه جديدا في ملكوت الله ثم سبحوا و خرجوا الى جبل الزيتون .مر 14 :18-26 )

ونلاحظ ايضا ان القديس مرقس ذكر ان يهوذا غمس اللقمة في الصفحة ثم اسس السيد المسيح سر الافخارستيا واعطاهم الرب الخبز ليأكلوا ثم الكأس ليشربوا .

اما انجيل يوحنا فيذكر باكثر تفصيل احداث ما قبل العشاء مثل غسل السيد المسيح لتلاميذه وايضا يذكر امر اكل يهوذا اللقمة وخروجه ليسلم المسيح فيقول :

(( اجاب يسوع هو ذاك الذي اغمس انا اللقمة و اعطيه فغمس اللقمة و اعطاها ليهوذا سمعان الاسخريوطي

فبعد اللقمة دخله الشيطان فقال له يسوع ما انت تعمله فاعمله باكثر سرعة )) يو 13 :26-27

ثم نأتي لانجيل لوقا والذي ذكر حادثة العشاء بتفاصيل اكثر فيقول :

(( قال لهم شهوة اشتهيت ان اكل هذا الفصح معكم قبل ان اتالم لاني اقول لكم اني لا اكل منه بعد حتى يكمل في ملكوت الله ثم تناول كاسا و شكر و قال خذوا هذه و اقتسموها بينكم لاني اقول لكم اني لا اشرب من نتاج الكرمة حتى ياتي ملكوت الله و اخذ خبزا و شكر و كسر و اعطاهم قائلا هذا هو جسدي الذي يبذل عنكم اصنعوا هذا لذكري و كذلك الكاس ايضا بعد العشاء قائلا هذه الكاس هي العهد الجديد بدمي الذي يسفك عنكم و لكن هوذا يد الذي يسلمني هي معي على المائدة و ابن الانسان ماض كما هو محتوم و لكن ويل لذلك الانسان الذي يسلمه فابتداوا يتساءلون فيما بينهم من ترى منهم هو المزمع ان يفعل هذا )) لو 22:16-23

ونلاحظ في انجيل لوقا امر هام ذكره وهو ان السيد المسيح اخذ كأسين وشكر واعطاه لتلاميذه الكأس الاول في عدد 17 والكأس الثاني في عدد20 والكأس الثاني هو كأس الافخارستيا فما امر هذه الكؤس هذا ما سوف نشرحه بعد قليل .

ايضا نلاحظ ان القديس لوقا ذكرا حدث العشاء الرباني ثم اكمل ما قاله السيد المسيح عن تسليم يهوذا وتسأول التلاميذ والذي كان قبل تاسيس السر كما جاء في الاناجيل الثلاثة الاخرى .

ولكن ربما يقول احد ان اللقمة هنا المقصود بها هو الخبز الذي اعطاه السيد المسيح لتلاميذه بالطبع وحسب ما ورد في الاناجيل اللقمة ليست هي الخبز فتذكر الاناجيل ان يهوذا غمس اللقمة في الصفحة ( طبق ) والصفحة حسب ما ورد في

قاموس الكتاب المقدس هي بالإنجليزية: bowl أو dish - الصحفة هي إناء من آنية الطعام. والجمع صِحاف.

اما الكأس فهو إناء صغير للشرب .

• ايضا طقس الافخارستيا كما ذكرته الاناجيل لم يكن فيه غمس للقم في صفحة او طبق ولكن السيد المسيح اعطى تلاميذه مباشرة الخبز ليأكلوه ثم الكأس ليشربوا منه وكما ذكرت الاناجيل يكون يهوذا بعد ان اكل اللقمة والتي هي ليست الجسد الذي اعطاه السيد المسيح لتلاميذه قام وغادر وبالتالي لم يحضر تأسيس سر الافخارستيا ولم يتناول من الجسد والدم .

• ايضا ذكر عن يهوذا انه اكل اللقمة وغمسها في الصفحة اي انه هنا اكل فقط ولم يشرب من الكأس الذي اعطاه المسيح لتلاميذه ليشربوا منه فلو افترضنا ان هذه اللقمة هي الجسد فهل اكل يهوذا ولم يشرب ؟ لانه مكتوب انه بعد ان اكل اللقمة مباشرة قام وذهب .

• كذلك يخبرنا انجيل يوحنا عن قول السيد المسيح قائلا :

• (( اجاب يسوع هو ذاك الذي اغمس انا اللقمة و اعطيه فغمس اللقمة و اعطاها ليهوذا سمعان الاسخريوطي

فبعد اللقمة دخله الشيطان فقال له يسوع ما انت تعمله فاعمله باكثر سرعة )) يو 13 :26-27

وهنا كانت اللقمة ليهوذا الاسخريوطي فقط وليس لباقي التلاميذ

ايضا لم يتم ذكر شرب من الكأس كما ذكرنا ولكن تناول اللقمة وايضا بعد اللقمة مباشرة دخل يهوذا الشيطان فقط فهل يعقل او يمكن ان يتناول يهوذا من جسد الرب وبعدها مباشرة يدخله الشيطان ؟

ان كنا نؤمن اننا بجسد الرب المحيي نهزم ابليس وجنوده فكيف يدخل الشيطان انسان بعد التناول من الجسد المقدس ؟

وهكذا يتضح لنا حسب ما ورد في الاناجيل المقدسة ان ما تناوله يهوذا لم يكن جسد الرب ودمه ولكن لقمة مغمسه في الطبق لا علاقة لها بجسد الرب ودمه .

ثانيا من طقس وليمة الفصح اليهودي .

ذكرنا ما ورد في انجيل يوحنا ان السيد المسيح قدم كأسين للتلاميذ الكأس الاول ثم الكأس الثاني والذي اسس به الرب الافخارستيا وقال لتلاميذه خذوا اشربوا هذا هو دمي الذي يسفك عنكم لو 22:16-23

اذن كان هناك اكثر من كأس على مائدة العشاء .

لقد كان يوجد على مأدبة الفصح اربعة كؤس وهي

1-كأس التقديس
2-كأس الاعلان
3- كأس البركة
4- كأس التسبيح

وكانت هذه الكؤس الاربعة جزء من طقس مأدبة الفصح كان يجتمع رب الاسرة ويصب الكاس الاولى ممزوجا بقليل من الماء ثم يتلوا صلاة بركة على الكأس ثم يغمس الاب بعض الاعشاب المرة في الصلصة ويأكلهم ويصنع الكل مثله .

اما الكأس الثاني كاس الاعلان كان يخلط رب الاسرة النبيذ الذي في الكاس مع الماء وفيه يشرح الاب للاسرة قصة الخروج وعمل الله مع شعب بني اسرائيل وتحريرهم من العبودية في مصر ثم يتلوا المزامير 113 و 114 وتسمى مزامير التهليل .

الكأس الثالث كاس البركة يمزج فيها رب الاسرة وهنا يأكل الخروف والفطير وهنا ايضا يغمسون لقمة صغيرة في الصلصلة في الصحفة ( وفي الغالب هنا اخذ يهوذا اللقمة وخرج ليتمم خيانته ولم يشترك في سر الافخارتسيا .

ثم يصلي رب الاسرة على الكأس الثالث كأس البركة ويبدأ في اعطاء الاخرين وفي هذه الكأس الكاس الثالثة كأس البركة هي التي اخذها السيد المسيح وشكر وقدمها للتلاميذ ليشربوا طبعا بعد ان اخذ الخبز وكسر واعطاهم ليأكلوا قائلا كلوا هذا هو جسدي واشربوا هذا هو دمي مؤسسا سر الافخارستيا.

ومن هنا نفهم ان الكأس التي ذكرها القديس لوقا في انجيله هي كأس الاعلان ثم الكأس الثانية التي ذكرها هي كأس البركة والتي اسس بها سر الافخارستيا خاصة ان هذا الكاس كانت تقدم بعد العشاء وهو ما ذكره القديس لوقا في انجيله اصحاح 22 وايضا القديس بولس الرسول قائلا

كَذلِكَ الْكَأْسَ أَيْضًا بَعْدَمَا تَعَشَّوْا، قَائِلًا: «هذِهِ الْكَأْسُ هِيَ الْعَهْدُ الْجَدِيدُ بِدَمِي. اصْنَعُوا هذَا كُلَّمَا شَرِبْتُمْ لِذِكْرِي ا كو11-25

كذلك نصلي في القداس الالهي

هكذا الكأس أيضا، بعد العشاء، مزجها من خمر وماء.

ايضا يشير القديس بولس الرسول على ان كأس البركة هي التي اسس بها الرب سر الافخارستيا واعطاها لتلاميذه ليشربوا منها فيقول :

كاس البركة التي نباركها، اليست هي شركة دم المسيح؟ الخبز الذي نكسره، اليس هو شركة جسد المسيح ا كو10-16

ومن هنا يتضح لنا ان الكأس التي استخدمها الرب في تاسيس سر الافخارستيا هي كأس البركة او الكاس الثالثة على مائدة الفصح .

والتي خرج يهوذا قبلها ولم يشترك فيها ولا في كسر الخبز ولكنه غمس اللقمة في الصفحة ثم دخله الشيطان وغادر .

اما عن الكأس الرابعة فلم يشربها السيد المسيح مع تلاميذه لان كما تخبرنا الانجيل انهم بعد ان شربوا الكأس الذي اعطاهم لهم الرب يسوع مؤسسا بها سر الافخارستيا سبحوا وخرجوا الي جبل الزيتون مر14: 24 – 26

فقد رفض السيد المسيح ان يشرب الكأس الرابعة فالكأس الرابعة كأس الخلاص والتي كانت تشير الي ذبيحة الصليب والذي شربها الرب يسوع فعليا من ليلة الخميس الي صلبه يوم الجمعه هذه الكاس التي تحدث عنها في صلاته الوداعية قائلا :

: «يَا أَبَتَاهُ، إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسَ. وَلكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». لو 22-42

ايضا اشار اليها السيد المسيح اكثر من مرة لتلاميذه قائلا :

أَتَسْتَطِيعَانِ أَنْ تَشْرَبَا الْكَأْسَ الَّتِي سَوْفَ أَشْرَبُهَا أَنَا، وَأَنْ تَصْطَبِغَا بِالصِّبْغَةِ الَّتِي أَصْطَبغُ بِهَا أَنَا . مت 20-22

فقد شرب السيد المسيح هذه الكأس على خشبة الصليب بعد ان قدم نفسه ذبيحة على خشبة الصليب فهو حمل الله الذي ذبح من اجل فداء البشر والذي كان يرمز له خروف الفصح عند اليهود .

وهكذا بعد هذه الشرح البسيط لطقس وليمة الفصح عن اليهود في زمن المسيح يتضح لنا شكل هذا الطقس وما فعله السيد المسيح وايضا ما اكله يهوذا قبل ان يدخله الشيطان ويخون معلمه .

ومن خلال هذا البحث البسيط يتضح لنا بكل تأكيد حسب ما جاء في الاناجيل المقدسة وايضا ما ورد حسب الطقس اليهودي لمائدة الفصح ان يهوذا لم يشترك في عشاء الرب ولم يتناول جسد الرب ودمه ولم يكن مستحق ان يشترك في هذا السر الالهي بل خرج وغادر قبلها .

المراجع

الكتاب المقدس
قاموس الكتاب المقدس
كتاب الاصول اليهودية لسر الافخارستيا تاليف برانت بيتري ترجمة القس انطونيوس فكري
بعض مواقع الانترنت

+++++++++++++++++++++++++

المزيد من مقالات : الصخرة الأرثوذكسية

العقيدة الأرثوذكسية

مقالات عن العقيدة الارثوذكسية

صورة فى موقع الموجة القبطية - العقيدة الارثوذكسية

"ها أنا آتي سريعًا. تمسك بما عندك لئلا يأخذ أحد إكليلك"
( رؤ3: 11)

هذه الوصية ترن عاليًا في أذان كنيستنا القبطية.. إننا حريصون كل الحرص على الإكليل المُعد لكلٍ منا في الأبدية.. لذلك تحافظ كنيستنا المجيدة على ( ما عندها) من إيمان، وصلاة، وتسبيح، وجهاد روحي عميق .. لننال أكاليل النعمة غير المغلوبة في اليوم الأخير

خدمات الموجة القبطية